آلية التنظيم الدولي
آلية التنظيم الدولي
يتميز المجتمع الدولي بالتضامن الواقعي بين وحداته السياسية في غياب التضامن القانوني ،
لذلك ولدت المنظمات الدولية من أجل إنشاء علاقات تعاون بين الدول ، وأصبحت هذه
المنظمات شريكا قانونيا جديدا وبالتالي طرفا قويا في اللعبة الدولية ، كل ذلك من أجل تحقيق
الأمن والسلم الدوليين. نجد من أبرز هذه المنظمات منظمة الأمم المتحدة وهي تنظيم دولي
يرعى السلم والأمن الدوليين كما أشارت إلى ذلك المادة الأولى من ميثاق الأمم المتحدة ، فهي
تتخذ التدابير اللازمة لمنع الحروب والعدوان والتهديد باستعمال السلاح والحفاظ على
الاستقلال السياسي للدول ، هذا جانب سلبي لمفهوم الأمن الجماعي ، أما الجانب الايجابي فهو
اللجوء الى الوسائل السلمية لحل المنازعات الدولية ، وقد عهدت إلى مجلس الأمن بحفظ الأمن
والسلم الدوليين ، واتخاذ إجراءات في حالة تهديد السلم أو وقوع العدوان ، فميثاق الأمم
المتحدة يفرض على الدول الأعضاء تقديم المساعدة للأمم المتحدة في حالات رد العدوان ،
ويعطي لمجلس الأمن سلطة اتخاذ تدابير عقابية . لكن ورغم النصوص القانونية والمنظمات
الدولية الهادفة إلى تحقيق الأمن والسلم الدوليين ، فإن المجتمع الدولي فشل في منع الحروب
على أرض الواقع ، فقرارات الأمم المتحدة رقم 232 و 338 و 425 المتعلقة بالكيان الصهيوني
توجبه بالانسحاب ووقف العدوان بل إجباره على ذلك باستخدام القوة في حالة عدم
الاستجابة ، لكن لا شيء من ذلك حصل ، في حين تم تطبيق هذه المقتضيات القانونية الدولية
مع تجاوزات كثيرة عند غزو الكويت من طرف العراق.
Comments
Post a Comment